کد مطلب:239465 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:139

مرکز المأمون ظل فی خطر
و لكن رغم كل محاولات الرشید فقد ظل مركز المأمون فی خطر و الكل كان یشعر بذلك، و كیف لا یعرف الجمیع ذلك، و لا یشعرون به، و هم یرون الأمین یصرح بعد أن أعطی العهود و المواثیق، و حلف الایمان، بأنه : كان یضمر الخیانة لأخیه المأمون [1] .

لقد كان الكثیرون یرون بأن هذا الأمر لا یتم، و أن الرشید قد أسس العداء و الفرقة بین أولاده، « و ألقی بأسهم بینهم، و عاقبة ما صنع



[ صفحه 164]



فی ذلك مخوفة علی الرعیة »، و قالت الشعراء فی ذلك الشی ء الكثیر و من ذلك قول بعضهم :



أقول لغمة فی النفس منی

و دمع العین یطرد اطرادا



خذی للهول عدته بحزم

ستلقی ما سیمنعك الرقادا



فانك ان بقیت رأیت أمرا

یطیل لك الكآبة و السهادا



رأی الملك المهذب شر رأی

بقسمته الخلافة و البلادا



رأی ما لو تعقبه بعلم

لبیض من مفارقة السوادا



أراد به لیقطع عن بنیه

خلافهم و یبتذلوا الودادا



فقد غرس العداوة غیر آل

و أورث شمل الفتهم بدادا



و القح بینهم حربا عوانا

و سلس لاجتنابهم القیادا



فویل للرعیة عن قلیل

لقد أهدی لها الكرب الشدادا



و ألبسها بلاءا غیر فان

و ألزمها التضعضع و الفسادا



ستجری من دمائهم بحور

زواخر لا یرون لها نفادا



فوزر بلائهم أبدا علیه

أغیا كان ذلك أم رشادا [2] .




[1] الوزراء و الكتاب ص 222.

[2] الطبري حوادث سنة 186 ه.